للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ؛ لَنْ تُرَاعُوا"، يَرُدُّهُمْ،

===

(وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم راكب (على فرس) مملوك (لأبي طلحة) الأنصاري؛ زوج أم سليم أم أنس رضي الله تعالى عنهم، واسمه زيد بن سهل، وفيه جواز استعارة فرس.

وقوله: (عري) - بضم العين وسكون الراء - صفة ثانية لفرس، وهو في الأصل مصدر لعري يعرى؛ من باب رضي يرضى، ولكن استعمل هنا بمعنى اسم الفاعل؛ أي: عارٍ عن السرج والإكاف والبرذعة، وركوب الفرس العري صعب لا يقدر عليه إلا المتقنون الماهرون في سياسة الفرس، لا سيما في الحرب، فهذا يدل على كمال شجاعته وإتقانه في صناعة الحرب وسياسة الخيل.

وقوله: (ما عليه سرج) أي: ما على ذلك الفرس سرج ولا غير السرج من أدوات الركوب؛ كالإكاف والبرذعة واللجام والحزام .. صفة كاشفة لقوله: عري، والحال أنه (في عنقه) صلى الله عليه وسلم (السيف) أي: معلق في عنقه (وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم (يقول) للناس المستقبلين له للتجسس: (يا أيها الناس؛ لن تراعوا) بالبناء للمفعول؛ أي: لا تخافوا خوفًا مستقرًا مستمرًا في المستقبل، وفي رواية مسلم: (لم تراعوا لم تراعوا) بلفظ لم مع التكرار مرتين للتأكيد؛ أي: لم يكن هناك شيء يُرَوِّعُكُم ويُفْزِعُكم ويُخوِّفُكم؛ من الروع؛ وهو الخوف، وهي كلمة قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليةً لأصحابه وتطمينًا لهم؛ والمعنى: لا تخافوا خوفًا مستقرًا في قلوبكم، لا تخافوا خوفًا يضركم.

وفيه استحباب إعلام الناس بزوال الخوف بعد استكشاف حقيقة الحال.

أي: يقول: لن تراعوا، حالة كونه (يردهم) أي: يرد الناس المستقبلين

<<  <  ج: ص:  >  >>