سفن هذا البحر، حال كونهم راكبين على كراسيها؛ مثل ركوب الملوك على أسرة ملكهم؛ أي: مطمئنين عليها لا يخافون البحر وهوله.
قيل: هذا الكلام إخبار عما يحصل لهم في الآخرة من أجر غزوهم، فيجلسون على الأسرة مثل الملوك، ورجحه الحافظ، وقيل: هو إخبار عما يؤول إليه حالهم في الدنيا بعد الغزو، فيغنمون ويتوسعون في الركوب على مراكب الملوك والجلوس على أسرتهم، ورجحه النووي.
قال الراقم: ويحتمل أيضًا أن يكون إخبارًا عن طمأنينتهم عند ركوب البحر؛ والمراد: أنهم يركبون السفن، فيجلسون فيها؛ كما يجلس الملوك على الأسرة، لا يخافون البحر وأهواله، وهذا المعنى أنسب برواية من رواه ملوكًا على الأسرة؛ فإنه حال من فاعل يركبون؛ كما مر آنفًا، والله أعلم.
(قالت): أم حرام مرة ثانية: فقلت له صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله (فادع الله) لي (أن يجعلني منهم) أي: من أولئك الأناس الذين ركبوا ظهر هذا البحر (قال) أنس: (فدعا) الله (لها) رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعلها منهم (ثم) بعدما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (نام) رسول الله صلى الله عليه وسلم المرة (الثانية، ففعل) في المرة الثانية (مثلها) أي: مثل ما فعل في المرة الأولى؛ أي: نام ثم استيقظ وهو يضحك.
قال أنس:(ثم) بعدما فعل رسول الله مثل ما فعل في المرة الأولى (قالت) أم ملحان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قولًا (مثل قولها) الأول في المرة الأولى؛ أي: قالت له ما يضحكك يا رسول الله؛ (فأجابها) رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سؤالها جوابًا (مثل جوابه الأول) في سؤالها الأول؛ يعني: قال