المختلطة (في) غزوة (البحر كالمتشحط) أي: كأجر المتقلب المتمرغ (في دمه) المتلطخ بدمه بسبب قتله (في) غزوة (البر) أي: يكون للذي أخذه دوران الرأس في غزوة البحر .. مثل أجر المتشَحِّط المتلطخ بدمه في غزوة البر.
(و) أَجْرُ القاطع (ما بين الموجَتَينِ) من أمواج البحر؛ أي: قاطعُ ما بينهما بسيره في غزوة البحر (كـ) أجر (قاطع) مسافة (الدنيا) والأرض كُلِّها بسيره فيها؛ لأجل غزوه (في طاعةِ الله) تعالى لإعلاءِ دينه وإظهاره ونشره بين الناس (وإن الله عز وجل وَكَّل ملكَ الموت بقَبْض الأرواحِ) كلها؛ أي: بقبض وأخذ أرواح الخلائق كلهم، من العقلاء وغيرهم (إلا) روحَ (شهيدِ البحر) أي: مَنْ كان شهيدًا في غزوة البحر (فإنه) تعالى (يَتولَّى قَبْضَ أرواحِهم) أي: قبض أرواح شهداء البحر تَكْرِمَةً لهم (ويغفر) الله تعالى (لشهيد البر الذنوبَ) أي: ذنوبَه (كلها إلا الدين) أي: إلا التقصيرَ في قضاء الدين (و) يغفر الشهيد البحر الذنوب والدين) كِلَيْهما تكرمةً له.
قوله: "وما بين الموجتين" أي: قاطعُ ما بين الموجَتين من المسافة.
قوله: "إلا الدَّين" أي: إلا تَرْكَ وفاءِ الدين؛ إذْ نَفْسُ الدَّيْن ليس من الذنوب، والظاهر أنَّ ترك الوفاء ذنبٌ إذا كان مع القدرة على الوفاء، فلعلَّه هو المرادُ. انتهى.
وذَكَر السيوطي عن بعض العلماء في "حاشيته على الترمذي": في الحديث تنبيهٌ على أن حقوق الآدميين لا تكفر؛ لكونها مبنية على المشاحة والتضييق،