(قال) عبد الله بن عمرو: (أَتَى) وجاء (رجل) من المسلمين، لم أر من ذكر اسمه (رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال) له: (يا رسول الله؛ إني جئت) إليك حالة كوني (أريد الجهاد معك) حالة كوني (أبتغي) وأطلب بذلك الجهادِ (وَجْهَ الله) تعالى ورضاه (و) ثوابَ (الدار الآخرة، و) وأقسمت لك بالإله الذي أرسلك بالحق (لقد أتيت) ك (و) الحال (إنَّ والديَّ) أي: أبوَيَّ (لَيبكيان) بسبب إرادتي الجهاد، فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فارجع إليهما) أي: إلى والديك (فأضحكهما) برجوعك إليهما (كما أبكيتهما) بذهابك من عندهما للجهاد.
قال الخطابي: استئذان الوالدين في الخروج إلى الجهاد إذا كان الخارج فيه متطوعًا؛ فإن ذلك لا يجوز إلا بإذن الوالدين، فأما إذا تعين عليه فرض الجهاد .. فلا حاجة إلى إذنهما، هذا إذا كانا مسلمين، فإن كانا كافرين .. يخرج بدون إذنهما؛ فرضًا كان الجهاد أو تطوعًا. انتهى ملخصًا. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجهاد، باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان، والنسائي في كتاب البيعة، باب البيعة على الهجرة.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده؛ كما مر آنفًا، وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.