الأقدام على العدو (و) عن قتال الرجل الذي (يقاتل حمية) أي: تعصبًا وغضبًا لأهله وعشيرته وشعبه ونصرًا لهم ودفاعًا عنهم (و) عن قتال الرجل الذي (يقاتل رياءً) أي: ليرى الناس قوته وشجاعته ويتكلموا بها، وفي رواية مسلم زيادة:(أيُّ ذلك في سبيل الله؟ ) أَيْ: فأيُّ قتالِ هؤلاء الثلاثة المذكورين في سبيل الله تعالى؟
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) في جواب هذا السؤال: (مَنْ قاتل) أي: قتالُ مَن قاتل (لتكون كلمة الله) أي: كلمة التوحيد والإيمان (هي العليا) أي: العالية، وكلمة الشرك والبهتان هي السفلى، أي: السافلة .. (فهو) أي: فقتال من قاتل لذلك هو الذي كان (في سبيل الله) تعالى، والكلام على حذف مضاف؛ كما مر نظيره آنفًا، والإتيان بـ (هو) لإفادة الاختصاص، فيفهم منه أن من قاتل للدنيا .. فليس في سبيل الله في الحقيقة، ولا يكون له ثواب الغزاة.
وقوله:(حمية) قال النووي: الحَمِيَّةُ: هي الأَنَفَة والغِيرَةُ والمُحاماة والمُدافعة عن عشيرته.
وقوله:(ويقاتل رياءً) والرياء لغةً: إظهار الشيء على خلاف ما هو عليه، وعند بعضهم: هو طلب المنزلة في القلوب بإرادة الفضائل مطلقًا، مشتق من: الرؤية.
وعرفًا: إرادة نفع الدنيا بعمل الآخرة، أو بدليله؛ كذبول الشفتين وتحريكهما، وخفض الصوت، واصفرار اللهجة، أو إعلام العمل أحدًا من الناس من غير إكراه ملجئ.
وفي "حياة القلوب": اعلم: أن حقيقة الرياء هي طلب المنزلة في قلوب