للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

الناس بالعبادات وأعمال الخير، وهي من خبائث أفعال القلوب، وهي في العبادة استهزاء بالله تعالى. انتهى.

وضده الإخلاص؛ وهو القصد إلى الله تعالى مجردًا عما ذكر.

وفي "شرح الأشباه" للحموي: الإخلاص: سر بينك وبين ربك، لا يطلع عليه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيضله، ولا هوىً فيميله، قال بعض العرفاء: المخلص: من لا يحب أن يحمده الناس على شيء من أعماله.

قال النووي: وفي هذا الحديث دليل على تغليظ تحريم الرياء وشدة عقوبته يوم القيامة، وعلى الحث على وجوب الإخلاص في الأعمال؛ كما قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (١).

وفيه أن العمومات الواردة في الجهاد إنما هي من أراد الله تعالى بذلك مخلصًا، وكذلك الثناء على العلماء وعلى المنفقين في وجوه الخيرات، كله محمول على من فعل ذلك لله تعالى مخلصًا له. انتهى.

واعلم: أن الرياء: حرام، والمرائي عند الله ممقوت، وقد شهدت لذلك الآيات والأخبار والآثار.

وأما الآيات .. فمنها قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)} (٢)، إلى غير ذلك من الآيات.

وأما الأخبار .. فقد قال صلى الله عليه وسلم حين سأله رجل، فقال: يا رسول الله؛ فيم النجاة؟ فقال: "ألا يعمل العبد بطاعة الله يريد بها الناس ... " الحديث.


(١) سورة البينة: (٥).
(٢) سورة الماعون: (٤ - ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>