والمراد بالناصية هنا: الشعر المسترسل على الجبهة، قاله الخطابي وغيره. قالوا: ويحتمل أن يكون كنى بالناصية عن جميع ذات الفرس؛ كما يقال: فلان مبارك الناصية.
قال الحافظ: ويبعده لفظ الحديث الثالث؛ يعني: حديث أنس: "البركة في نواصي الخيل"، وقد روى مسلم من حديث جرير قال:"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرسه بإصبعه، ويقول ... " فذكر الحديث، فيحتمل أن تكون الناصية خصت بذلك؛ لكونها المقدم منها؛ إشارةً إلى أن الفضل في الإقدام على العدو دون المؤخر؛ لما فيه من الإشارة إلى الإدبار. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب الجهاد ماض مع الإمام البر والفاجر، ومسلم في كتاب الإمارة والسير، باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، والترمذي في كتاب الجهاد، باب ما جاء في فضل الخيل، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث عروة البارقي بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٦٨) - ٢٧٤٤ - (٢)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي المصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (٢٤٢ هـ). يروي عنه:(م ق).
(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي المصري عالمها، ثقة