للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْأَحْزَابِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ، مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ؛ اهْزِمِ الْأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ؛ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ".

===

صلى الله عليه وسلم، مات سنة سبع وثمانين (٨٧ هـ)، وهو آخر من مات بالكوفة من الصحابة. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

حالة كون ابن أبي أوفى (يقول: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم) ربه عز وجل بالهزيمة (على الأحزاب) يوم الخندق (فقال) في دعائه: (اللهم) يا (منزل الكتاب) المعهود بيننا؛ وهو القرآن الكريم، أو جنس الكتب السماوية؛ لأنها نزلت للفرق بين الحق والباطل (سريع الحساب) أي: مسرع المحاسبة لعباده على أعمالهم يوم القيامة.

خصهما بالذكر؛ لأنهما للفرق بين الحق والباطل؛ كما أن الجهاد للفرق بين الحق والباطل؛ باعلاء كلمة الله تعالى، وإبطال كلمة البهتان، فينبغي التوسل بهما على دفع أهل الباطل، وهدم بنيانهم. انتهى "سندي" بتصرف.

ولفظ "البخاري" مع "إرشاد الساري": (فقال: اللهم) أي: يا ألله، يا (منزل الكتاب) أي: القرآن.

قال الطيبي: لعل تخصيص هذا الوصف بهذا المقام تلويح إلى معنى الاستنصار في قوله تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (١)، {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ} (٢)، ومثل ذلك.

يا (سريع الحساب) أي: فيه (اهزم الأحزاب) بالزاي؛ أي: اكسرهم وبدد شملهم (اللهم؛ اهزمهم) أي: شتت جمعهم، وفرق رأيهم (وزلزلهم) أي:


(١) سورة الصف: (٩).
(٢) سورة الصف: (٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>