وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الحسن؛ لأن رجاله كلهم أهل صدق، ليس فيهم ثقةٌ إلَّا الصحابي.
أي: سمعت جابرًا حالة كونه (يقول: لما قتل) والدي (عبد الله بن عمرو بن حرام يوم) غزوة (أحد .. قال) لي (رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر؛ ألا) حرف استفتاح وتنبيه؛ أي: يا جابر؛ انتبه واستمع ما أقول (أخبرك ما قال الله عزَّ وجلَّ لأبيك) عبد الله بن عمرو بن حرام؟ قال جابر:(قلت) لرسول الله: (بلى) أي: نعم، أخبرني يا رسول الله، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما كلم الله) تعالى (أحدًا) من الشهداء مطلقًا، أو أحدًا من شهداء أحد (إلَّا من وراء حجاب، وكلم) الله تعالى (أباك) عبد الله بن عمرو (كفاحًا) أي: مواجهة معاينة ليس بينهما حجاب ولا رسول.
(فقال) الله عزَّ وجلَّ لأبيك: (يا عبدي تمن) أي: ترج واطمع واطلب ما شئت (علي) أي: مني .. (أعطك) مجزوم بالطلب السابق؛ أي: إن تمنيت مني .. أعطك ما تمنيته مني.
وقوله: "تمن علي" الظاهر أن مفعوله عام؛ أي: تمن ما شئت، فيشكل بأنه يشمل الإحياء، فينبغي أن يقع؛ لأن الله لا يخلف الميعاد.
ويمكن الجواب: بأن خلاف المعتاد مستثنىً من العموم؛ لما تقرر في الأصول أن العادة مخصصة، والله تعالى أعلم.