للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: يَارَبِّ؛ تُحْيِينِي فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ، قَالَ: يَا رَبِّ؛ فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي"، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ... } الْآيَةَ كُلَّهَا.

===

وهذا الحديث مكرر عند المؤلف؛ لأنه قد سبق في كتاب الإيمان. انتهى "سندي".

فـ (قال) له أبوك: (يا رب) أتمنى أن (تحييني) وتعيدني إلى الحياة الدنيا؛ من الإحياء، مضارع بمعنى الأمر، أي: أحيني. انتهى من "التحفة".

(فأقتل) ثانيًا (فيك) أي: في سبيلك؛ أي: أقتل شهيدًا مرةً (ثانيةً، قال) الرب تبارك وتعالى لأبيك: (إنه) أي: إن الشأن والحال قد (سبق مني) في سابق علمي (أنهم) أي: أن الأموات (إليها) أي: إلى دار الدنيا (لا يرجعون) بالبناء للمفعول، فـ (قال) له أبوك: (يا رب؛ فأبلغ) وأخبر (من) بقي (ورائي) وخلفي في الدنيا خبر ما تمنيَّتُه وأعطَيْتَنِيهِ ليَسْتَبْشِرُوا، قال جابر: (فأنزل الله عزَّ وجلَّ) بسبب ذلك (هذه الآية) المذكورة؛ يعني: قوله تعالى: ({وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا}) (١) موتًا كموت سائر الأموات؛ يعني: موتًا بلا رزق، أَتِمَّ (الآيةَ كلها) من (آل عمران)؛ لأنَّها نزلت فيهم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة آل عمران، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ولا نعرفه إلَّا من حديث موسى بن إبراهيم، وأخرجه ابن مردويه هكذا عن موسى بن إبراهيم مطولًا، وقد روى عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر شيئًا من هذا الحديث مختصرًا، ورواية عبد الله بن محمد بن عقيل هذه وصلها أحمد في "مسنده". انتهى.


(١) سورة آل عمران: (١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>