(و) إلَّا (تأديبَه) ورياضتَه (فرسَه) أي: تعليمَه إياه بالرَّكْضِ والجوَلَانِ على نية الغَزْوِ به (و) إلَّا (ملاعبتَه امرأتَه) وحليلتَه (فإنهن) أي: فإن هذه الخصالَ الثلاثة كلها (من الحق) أي: من الأمر الحق الذي له فائدة ومنفعة؛ أي: ليست من اللهو الباطل الذي لا منفعة فيه عاجلًا وآجلًا، بل هي من الحق الذي يترتب عليه الثواب الكامل.
قال القاري: وفي معنى هذه الثلاثة كلّ ما يعين على الحق من العلم والعمل إذا كان من الأمور المباحة؛ كالمسابقةِ بالرجل والخيل والإبل، والتمشيةِ لِلتَّنَزُّهِ علَى قصد تقوية البدن وتطرية الدماغ؛ ومنها: السماع إذا لَمْ يكن بالآلات المطربة المحرمة. انتهى كلام القاري.
قلت: في قوله: "ومنها السماع ... " إلى آخره .. نظر؛ فإن السماع ليس مما يعين على الحق، والسماع الذي هو فاشٍ في هذا الزمان بين المتصوفة الجهلة، لا شك في أنه معين على الفساد والبطالة.
وأما الدليل على أن السماع ليس مما يعين على الحق .. فقوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}(١)، قال الحافظ في "التلخيص": روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح أن عبد الله سئل عن قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}، قال: الغناء، والذي لا إله غيره، وأخرجه الحاكم، وصححه والبيهقي. انتهي، وعبد الله هذا؛ هو ابن مسعود، وقد صرح الحافظ به فيه. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجهاد، باب في الرمي، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرمي في