للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ارْمُوا وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا، وَكُلُّ مَا يَلْهُو بِهِ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ بَاطِلٌ، إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِه،

===

والمراد به: من يقوم جنبَ الرامي أو خلْفَه فيناوله النبل واحدًا بعد واحد، أو يرد عليه النبلَ المرميَّ به.

ويحتمل أن يكون المراد به: من يعطي النبلَ مِن ماله ويَشْتَرِيهِ؛ تجهيزًا واستعدادًا للغازي وإمدادًا له بسلاحِ الغَزْوِ.

(وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارموا) الكفار بالسهام (واركبوا) الفرسان والدواب؛ لطعنهم بالرماح؛ أي: لا تقتصروا على الرمي ماشيًا، واجمعوا بين الرمي والركوب، أو المعنى: اعلموا هذه الفضيلة؛ أي: فضيلة الجمع بينهما، وتعلموا الرمي والركوب بتأديب الفرس والتمرين عليه؛ كما يشير إليه آخر الحديث، وقال الطيبي: عطف (واركبوا) يدلُّ على المغايرة، وأن الرامي يكون راجلًا والراكب رامحًا، فيكون معنى قوله: (و) لَـ (أن ترموا أحب إلي من أن تركبوا) أن الرمي بالسهم أحب إلي من الطعن بالرمح. انتهى كلام الطيبي.

وقال القاري: والأظهر أن معناه: أن معالجة الرمي ومحاولته وتعلمه أفضل من تأديب الفرس وتمرين ركوبه؛ لما فيه من الخيلاء والكبرياء، ولما في الرمي من النفع العام، ولذا قدمه تعالى في قوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} (١)، مع أنه لا دلالة في الحديث على الرمح أصلًا. انتهى كلام القاري.

(وكل ما يلهو) ويلعب (به المرء المسلم) ويشتغل به (باطل) لا ثواب له فيه (إلَّا رميه بقوسه) احتراس عن رميه بالحجر والخشب والكرة


(١) سورة الأنفال: (٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>