مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مئة سنة. يروي عنه:(ع). هكذا هو الصواب بإثبات هذه الترجمة، ولعل الناسخ أسقط هنا أبا وائل، والصواب إثباته؛ لأنَّ عاصمًا لم يدرك الحارث بن حسان.
(عن الحارث بن حسان) بن كلدة البكري الذهلي الربعي، ويقال: العامري، ويقال: اسمه حريث، ويقال: الحارث بن يزيد، وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونزل البادية، وكان يقدم الكوفة، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويروي عنه: أبو وائل في السنن حديثًا واحدًا، وهو هذا الحديث، راجع "التهذيب"، وهو صحابي فاضل رضي الله تعالى عنه. يروي عنه:(ت س ق).
وهذا السند من خماسياته على الصواب لا على ما في المتن، والذي في المتن بإسقاط راوٍ؛ كما أوضحناه في ترجمة أبي وائل، وحكمه: الحسن؛ لأنَّ في رجاله عاصم بن بهدلة سيئ الحفظ، له أوهام، ليس حجة في الحديث.
(قال) الحارث بن حسان: (قدمت المدينة) المنورة (فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - قائمًا على المنبر) خطيبًا (وبلال) بن رباح الحبشي (قائم بين يديه) - صلى الله عليه وسلم -؛ أي: قدامه والحال أن بلالًا (متقلد) أي: جاعل (سيفًا) له؛ كالقلادة على عنقه حراسةً له - صلى الله عليه وسلم - (وإذا راية سوداء) تخفق وتتحرك بين يديه - صلى الله عليه وسلم - في يد رجل قائم بها فاجأتني، قال الحارث:(فقلت) لمن هناك: (من هذا) القائم بالراية؟ (قالوا) أي: قال الحاضرون هناك: (هذا) القائم بالراية (عمرو بن العاص) بن وائل السهمي (قدم) الآن (من غزاة) مع سريته، وموضع الترجمة قوله:(وإذا راية سوداء).