للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ .. اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ .. حَرَّمْنَاهُ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللهُ".

===

(فيقول) معطوف على (يحدث) وهو محط الفائدة، والتقدير: يوشك ويقرب الرجل منكم أن يُحدث ويَروي حالة كونه متكئًا ومتوسدًا على أريكته وسريره بحديث من أحاديثي، فيقول من حدثه الحاكم (بيننا وبينكم) أيها المحدثون (كتاب الله عز وجل)، فهو كافينا في الفصل بيننا وبينكم لا ما حدثتموه، فلا نقبله، (فما وجدنا فيه) أي: في كتاب الله تعالى (من حلال .. استحللناه) أي: اعتقدنا وحكمنا بحله، ونعمل به؛ أي: اتخذناه حلالًا، (وما وجدنا فيه من حرام .. حرمناه) أي: اتخذناه حرامًا، وهذا الحديث الذي حدثتموه زائد على ما في القرآن، فلا نأخذ به ولا نقبله ولا نعمل به.

وهذا بيان لبلادته وسوء فهمه؛ أي: حماقته وسوء أدبه، كما هو دأب المتنعمين المغرورين بالمال والجاه، وقال الخطابي: أراد به أصحاب الترفه والدعة الذين لزموا البيوت، ولم يطلبوا الحديث بالأسفار من أهله، فيقول؛ أي: في رد ذالك الحديث الذي حدث به حيث لا يوافق هواه أو مذهب إمامه الذي قلده: كتاب الله تعالى بيننا وبينكم؛ فهو كافينا في التحليل والتحريم، فلا نأخذ ولا نقبل ما حدثتموه.

(ألا) حرف تنبيه والواو في قوله: (وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم) عاطفة على مقدر، تقديره: ألا، أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم؛ إن ما حرم الله تعالى في القرآن حق، وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه حق (مثل ما حرم الله) تعالى في كتابه، وإن ما أحل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه حق مثل ما أحل الله تعالى في كتابه، ففي

<<  <  ج: ص:  >  >>