قال ابن السكن: والحديث حدثناه يحيى بن محمَّد بن صاعد إملاءً، قال حدثنا الحسن بن داوود بن محمَّد بن المنكدر، قال: حدثنا عمر بن علي المقدمي عن علي بن عبد الملك بن عمير عن أبيه قال: لما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -. . . فذكر الخبر على حسب ما أوردناه، وليس في ذلك الخبر شيء يدلّ على إسلامه، بل فيه بيان واضح أنَّه إذ أتاه الرجلان اللذان بعثهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبراه بما قال: لم يلبث أن مات، ومثل هذا لا يجوز إدخاله في الصحابة، وبالله تعالى التوفيق. انتهى من "الاستيعاب"(ج ١/ ص ١٢٨).
قوله في حديث ابن عباس:"خير الصحابة" - بالفتح - جمع صاحب، ولم يجمع فاعل على فاعلة غير هذا اللفظ، كذا في "النهاية" أي: خير الرفقاء والأصحاب في السفر "أربعة" قال الغزالي: المسافر لا يخلو من رحل يحتاج إلى حفظه، وعن حاجة يحتاج إلى التردد فيها، ولو كانوا ثلاثة. . لكان المتردد في الحاجة واحدًا، فيتردد في السفر واحد بلا رفيق، فلا يخلو عن ضيق القلب؛ لفقد الأنيس، ولو تردد اثنان. . كان الحافظ للرحل وحده، فلا يخلو عن الخطر وعن ضيق القلب، فإذًا ما دون الأربعة لا يفي بالمقصود، والخامس زيادة بعد الحاجة.
وفيه دليل على أن خير الصحابة والرفقة أربعة أنفار، وظاهره أن ما دون الأربعة من الصحابة والرفقة موجود فيها أصل الخير من غير فرق بين السفر والحضر، ولكن حديث عمرو بن شعيب المذكور في "أبي داوود" ظاهره أن ما دون الثلاثة عصاة؛ لأنَّ معنى قوله:"شيطان" أي: عاص.
وقال الطبري: هذا الزجر زجر أدب وإرشاد؛ لما يخشى على الواحد من الوحشة والوحدة، وليس بحرام، والحق أن الناس يتباينون في ذلك، فيحتمل أن