للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

يكون الزجر فيه لحسم المادة، فلا يتناول ما إذا وقعت الحاجة لذلك؛ كإرسال الجاسوس والطليعة، كذا في "النيل".

قوله: "وخير السرايا" جمع سرية؛ وهي القطعة من الجيش؛ تخرج منه تغير وترجع إليه، قاله النوويّ.

قال ابن رسلان: قال إبراهيم الحربي: السرية: هي الخيل تبلغ أربع مئة ونحوها، قالوا: سميت بذلك؛ لأنها تسري في الليل وتخفي ذهابها، فهي فعيلة بمعنى فاعلة؛ من سرى وأسرى؛ إذا ذهب ليلًا.

وضعف ابن الأثير ذلك؛ وعبارته: وهي الطائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربع مئة، تبعث إلى العدو، والجمع سرايا، سموا بذلك؛ لأنهم خلاصة العسكر وخيارهم؛ من الشيء السري النفيس، سموا بذالك؛ لأنهم ينفذون سرًّا وخفية.

قال ابن رسلان: ولعل السرية إنما خصت بأربع مئة - كما تقدم عن الحربي - لأنَّ خير السرايا هي عدة أهل بدر ثلاث مئة وبضعة عشر، فعلى هذا: خير السرايا من ثلاث مئة إلى الأربع مئة، ومن أربع مئة إلى خمس مئة، قاله العليمي.

قوله: "ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة" بصيغة المجهول؛ أي: لن يصير مغلوبًا من قلة؛ معناه: أنهم لو صاروا مغلوبين. . لم يكن للقلة، بل لأمر آخر؛ كالعجب بكثرة العَدد والعُدد وغيره.

قال العلقمي: أي: إذا بلغ الجيش اثني عشر ألفًا لن يغلب من جهة قلة العدد.

قال ابن رسلان: زاد أبو يعلى الموصلي: (إذا صبروا واتقوا)، وكذا زاد ابن عساكر وزاد العسكري: (وخير الطلائع أربعون) بل يكون الغلب من سبب؛ كالعجب بكثرة العدد، وبما زين لهم الشيطان من أنفسهم؛ من قدرتهم على

<<  <  ج: ص:  >  >>