والوليد بن عتبة، التقيا يوم بدر في أول الحرب، فافتخر المشركون بدينهم، وانتسبوا إلى شركهم، وافتخر المسلمون بالإسلام، وانتسبوا إلى التوحيد، ولما خرج المشركون ودعوا إلى البراز .. خرج إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء، وعبد الله بن رواحة الأنصاري، فلما انتسبوا لهم .. قالوا: أكفاء كرام، ولكنا نريد من قومنا، فخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعلي رضي الله عنهم، فأما حمزة وعلي .. فلم يمهلا صاحبيهما فقتلاهما، واختلفت بين عبيدة وشيبة ضربتان، كلاهما أثبت صاحبه، وكر حمزة وعلي على شيبة، فقتلاه، واحتملا صاحبهما، فمات من جرحه ذلك بالصفراء عند رجوعه.
وقال قتادة: هم أهل الكتاب افتخروا بسبق دينهم وكتابهم، وافتخر المسلمون؛ فقالوا: كتابنا مهيمن على الكتب، ونبينا خاتم الأنبياء، وقال مقاتل: هم أهل الملل في دعوى الحق. انتهى من "المفهم".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل، ومسلم في كتاب التفسير، باب في قوله تعالى:{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}(١).
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة.
* * *
ثم استدل المؤلف على الجزء الثاني من الترجمة بحديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، فقال:
(١١٧) - ٢٧٩٣ - (٢)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي