للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

عبد مناف، والستة كلهم من قريش؛ ثلاثة منهم مسلمون، وثلاثة مشركون؛ كما ذكرنا وقتل كلّ واحد من المسلمين من برز له من الكفار إلَّا عبيدة؛ فإنه اختلف مع من بارزه بضربتين، فوقعت الضربة في ركبة عبيدة، ومَالَ حمزةُ وعليٌّ إليه، فأعاناه على قتله، واستشهد عبيدة من تلك الضربة بالصفراء، عند رجوعهم من بدر. انتهى "قسطلاني".

ومعنى الآية: قوله: (هذا خصمان) أي: هذا الفريقان المتنازلان من المؤمنين والمشركين (خصمان) أي: متنازعان (اختصموا) أي: تنازعوا (في) دين (ربهم) واختلفوا وتقاتلوا؛ كلّ على نصر دينه، والخصم في الأصل مصدر، فيوحد ويذكر غالبًا؛ كقوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} (١)، ويجوز أن يثنى ويجمع ويؤنث؛ كهذه الآية، ولما كان كلّ خصم فريقًا يجمع طائفة .. قال: اختصموا بصيغة الجمع؛ كقوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (٢)، فالجمع مراعاة للمعنى.

وقال في "الكشاف": الخصم: صفة وصف بها الفوج أو الفريق؛ فكأنه قيل: هذان فوجان أو فريقان يختصمان.

قال في "الدر المنثور": إن عنى بقوله: إن الخصم صفة بطريق الاستعمال المجازي .. فمسلم؛ لأن المصدر يكثر الوصف به، وإن أراد: أنه صفة حقيقة .. فخطؤه ظاهر؛ لتصريحهم بأن رجل خصم؛ مثل رجل عدل. انتهى "قسطلاني".

قال القرطبي: قوله: (هذان خصمان) إشارة إلى الفريقين اللذين ذكرهما أبو ذر؛ وهما: علي وحمزة وعبيدة، وهم المؤمنون، والفريق الآخر: عتبة وشيبة


(١) سورة ص: (٢١).
(٢) سورة الحجرات: (٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>