فزارة) نَفْلًا وزيادةً على سهمي هي (من أجمل العرب) أي: من أحسن بنات العرب جمالا (عليها) أي: على تلك الجارية (قَشْعٌ لها) أي: نطع وجلد مدبوغ عليها لباسًا لها.
والقشع - بفتح القاف وكسرها مع سكون الشين - فيهما لغتان مشهورتان؛ وهو الفَرْوُ الخَلِقُ؛ كما في "تاج العروس"، وفسره بعض رواة مسلم، فقال:(القشع) النطع؛ وهو على وزن عنب: بساط من الأديم، وهو تفسير صحيح أيضًا.
قال سلمة:(فما كشفت) أنا (لها) أي: عن تلك الجارية (عن ثوب) لها؛ أي: ما كشفت عنها ثوبها للاستمتاع بها؛ يعني: ما استمتعت بها، وفيه استحباب الكناية عن الاستمتاع بالمرأة.
(حتى أتيت المدينة) مع تلك الجارية (فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم) أي: رآني (في السوق) أي: في سوق المدينة (فقال) لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا سلمة (له أبوك! ) أي: در ارتضع أبوك؛ من صيغ التعجب الغير المشهورة (هبها لي) أي: هب لي الجارية التي نفلك أبو بكر؛ وهي بنت أم قرفة (فوهبتها) أي: وهبت تلك الجارية (له) صلى الله عليه وسلم (فبعث) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بها) أي: بتلك الجارية إلى أهل مكة (ففادى) بها؛ أي: ففك رسول الله صلى الله عليه وسلم (بها) أي: بتلك الجارية من أيدي مشركي مكة (أسارى من أسارى المسلمين) أي: ناسًا من المسلمين (كانوا بـ) أيدي كفار (مكة) فيه جواز المفاداة، وجواز فداء الرجال بالنساء الكافرات، ولا خلاف في جوازه.