للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنَ الْبَعِيرِ فَأَخَذَ مِنْهُ قَرَدَةً - يَعْنِي: وَبَرَةً - فَجَعَلَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّ هَذَا مِنْ غَنَائِمِكُمْ، أَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمِخْيَطَ، فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ فَمَا دُونَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ

===

قليلًا (من) شعر ذلك (البعير) وقوله: (فأخذ منه) أي: من ذلك البعير (قردة) - بفتحات - عطف تفسير على تناول.

وقوله: (يعني) أي: يعني عبادة بقوله: قردة: (وبرة) تفسير من يعلى بن شداد لكلام عبادة؛ والوبرة - بفتحات أيضًا - واحد من الوبر - بفتحات - وهو شعر سنام البعير، والقردة كالوبرة وزنًا ومعنىً.

(فجعل) النبي صلى الله عليه وسلم الشيء الذي أخذ من شعر البعير (بين إصبعيه) أي: جعل بين الإبهام والمسبحة حالة كونه يفتله بينهما (ثم) بعدما جعله بين الإصبعين (قال) النبي صلى الله عليه وسلم لمن عنده من الحاضرين: (يا أيها الناس؛ إن هذا) الشعر الذي جعلته بين إصبعي شيء (من غنائمكم) وحقوقكم من الغنائم، ولو كان أقلّ قليل؛ لأن الغنيمة قليلها وكثيرها سواء في حرمة غله (أدوا) أي: ادفعوا إلي ما أخذتم منها خفيةً حتى (الخيط) الذي يخاط به (والمخيط) أي: الإبرة؛ وهو اسم آلة الخياطة، معروف، وهو غاية في القلة (في) كان (فوق ذلك) المذكور من الخيط والمخيط؛ أي: أكبر منه، فهو معطوف على الخيط والمخيط؛ أي: وحتى ما فوق ذلك.

وقوله: (في دون ذلك) معطوف على الخيط والمخيط؛ أي: وحتى ما دون ذلك المذكور من الخيط والمخيط؛ كالشعرة والشعيرة.

والفاء في قوله: (فإن الغلول ... ) إلى آخره .. علة لمعلول محذوف؛ تقديره: وإنما أمرتكم بأداء ما أخذتم منها؛ لأن الغلول؛ أي: لأن الشيء الذي أخذ وسرق من الغنيمة (عار) أي: سبب عار وعيب وفضيحة على رؤوس

<<  <  ج: ص:  >  >>