الحمد لله الذي شرح صدور أوليائه، بمعرفة أحاديث خير أنبيائه، وروح أرواحهم في موارد قدسه، ورياض أنسه، وأذاقهم بفضله شراب حبه، ومدام وده، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وحبيبه وصفيه وخليله، شهادة مخلصة من بغضه، موصلة بوده، صلى الله عليه وسلم صلاةً وسلامًا دائمين بدوام الملك العلام، وعلى آله البررة الكرام، وأصحابه السادات الأعلام، وتابعيهم إلى يوم الحشر والقيام.
أما بعد:
فإني لما استدبرت المجلد السادس عشر من هذا التعليق القليل .. استقبلت المجلد السابع عشر منه بعونه وتوفيقه، مستمدًا منه مدد العمر، مع دوام القوى والقوة والتقوى إلى أن أكمله مع ما رمته في النحو والوضع والمقولات، قبل أن يخترمني الحِمَامُ - بوزن كِتَابٍ: الموت - وينزلني تحت التراب؛ فإنه قريب مجيب الدعاء.
والآنَ آنَ آنُ الحَمَّامِ - بوزنِ شَدَّادٍ: المغتسلُ - والشُّربِ من هذا المُدام، فقلت - وبالله التوفيق -: