للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ الْحَجُّ فِي كُلِّ عَامٍ؟ قَالَ: "لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ .. لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ .. لَمْ تَقُومُوا بِهَا، وَلَوْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا .. عُذِّبْتُمْ".

===

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أنس: (قالوا) أي: قال الأصحاب: (يا رسول الله) يجب (الحج في كل عام؟ ) فـ (قال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو قلت) لكم: (نعم) يجب الحج في كل عام .. (لوجبت) الحجة في كل عام (ولو وجبت) الحجة كل عام .. (لم تقوموا) أي: لم تقدروا على القيام والعمل (بها) أي: بعملها كل عام (ولو لم تقوموا) وتعملوا (بها) أي: بتلك الحجة الواجبة كل عام .. (عذبتم) أي: عوقبتم على تركها؛ كما تعاقبون بترك الصلاة.

وهذ الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد من حديث ابن عباس المذكور بعده، رواه أبو داوود والنسائي وابن ماجه ومسلم في كتاب الحج، باب فرض الحج مرة في العمر، ومن حديث أبي هريرة وغيرهما، وغرضه: الاستشهاد به لحديث علي بن أبي طالب.

قوله: "لوجبت" أنث الضمير في الفعل مع أن الحج مذكر؛ نظرًا إلى كونها بمعنى العبادة، أو بمعنى الحجة.

وظاهر قوله: "لوجبت" يقتضي أن افتراض الحج كل عام كان معروضًا عليه حتى لو قال: نعم .. لحصل، وليس بمستبعد؛ إذ يجوز أن يأمره الله تعالى بالإطلاق، ويفوض أمر التقييد إلى الذي فوض إليه البيان؛ فهو إن أراد أن يقيد بكل عام .. يقيده به.

وفي الحديث إشارة إلى كراهة السؤال في النصوص المطلقة، والتفتيش عن قيودها، بل ينبغي إطلاقها حتى يظهر فيها قيد، وقد جاء القرآن موافقًا لهذه الكراهة.

<<  <  ج: ص:  >  >>