وقوله: "كأني أنظر إلى موسى" قال القرطبي: يحتمل أن يكون هذا النظر في اليقظة على ظاهره وحقيقته ليلة الإسراء، وهو ظاهر حديث جابر وأبي هريرة الآتي، ويحتمل أن يكون ذلك كله منامًا، ورؤيا الأنبياء وحي، وهو نص حديث ابن عمر، والله أعلم. انتهى منه.
(قال) ابن عباس: (ثم) بعد مرورنا على وادي الأزرق (سرنا) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (حتى أتينا) ووصلنا ومررنا (على ثنية) من ثنايا الجبال؛ والثنية: الطريق بين الجبلين (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده: (أي ثنية هذه) الثنية؟ أي: باي اسم تسمى هذه الثنية؟ (قالوا) أي: قال الحاضرون معه: هي (ثنية هرشى) أي: ثنية تسمى باسم هرشى؛ وهو من إضافة المسمى إلى الاسم؛ والثنية: الطريق بين الجبلين؛ كما مر آنفًا.
و(هرشى) - بفتح الهاء وسكون الراء وبالشين المعجمة مقصورة الألف -: جبل من تهامة على طريق الشام والمدينة، قريب من الجحفة.
(أو) قالوا له: ثنية (لفت) بالشك من الراوي؛ أي: ثنية تسمى بلفت - بفتح اللام وسكون الفاء - فـ (قال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كأني أنظر) الآن (إلى يونس) - بضم الياء والنون بينهما واو ساكنة، وفيه لغات أخر - (ابن متى) كما في رواية مسلم - بفتح الميم والتاء المشددة المفتوحة بعدها ألف مقصورة - (عليه السلام) كما في رواية مسلم، حالة كون يونس راكبًا (على ناقة حمراء) وهذا موضع الترجمة؛ والناقة: الأنثى من الإبل، وحمراء صفة لناقة، مؤنث الأحمر، وجملة قوله:(عليه) أي: