الاستيعاب والتعميم؛ لأن ذكر أوله الذي هو الإحرام بالتلبية بالعج، وذكر آخره الذي هو التحلل بذكر الثج؛ الذي هو إراقة الدم؛ اقتصارًا بذكر المبتدأ والمنتهى عن ذكر سائر الأفعال الذي استوعب جميع أعماله من الأركان والمندوبات، كذا في "المرقاة"، وسيأتي تفسير العج والثج عن ابن ماجه أيضًا؛ حيث قال:(قال) لنا (وكيع: يعني) النبي صلى الله عليه وسلم (بالعج: العجيج) هو مصدر سماعي لعج، يقال: عج عجًّا وعجيجًا؛ كمده مدًّا ومديدًا؛ وهو رفع الصوت (بالتلبية؛ والثج: نحر البُدْنِ) وإراقة دمها - بضم الموحدة وسكون الدال المهملة - جمعُ البدنة.
قال في "مجمع البحار": البدنة عند جمهور اللغة وبعض الفقهاء: الواحدة من الإبل والبقرة والغنم؛ وخصها جماعة منهم بالإبل، وهو المراد في حديث تبكير الجمعة. انتهى، انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في فضل التلبية والنحر، قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه من حديث ابن عمر إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي، وقد تكلم بعض أهل الحديث في إبراهيم بن يزيد من قِبَل حفظه.
فدرجة هذا الحديث: أنه ضعيف؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به، وقيل: هذا الحديث حسن بما بعده وإن كان سنده ضعيفًا، وللمشاركة فيه، فغرضه حينئذ: الاستدلال به.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عمر بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم أجمعين، فقال: