للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التَّفِلُ وَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا الْحَجُّ؟ قَالَ: "الْعَجُّ وَالثَّجُّ

===

الشعث - بفتحتين -: انتشار الأمر، يقال: ألمَّ الله شعثك؛ أي: جمع أمرك المتفرق، والشَّعَثُ أيضًا مصْدَر الأَشْعَث؛ وهو المُغْبرُّ الرأس، وبابه طرب. انتهى.

والحاج أيضًا: هو (التفث) - بفتح أوله وكسر ثانيه آخره ثاء مثلثة - اسمُ فاعل من تفث؛ من باب طرب؛ إذا ترك تقليم أظفاره وحلق عانته ونتف إبطه، وفي "القاموس": التفث - محركة - في المناسك: هو الشَعَثُ وتَرْكُ ما كان من نحو قص الأظفار والشارب وحلق العانة وغير ذلك، وككَتِف هو الشعثُ والمُغْبرُّ. انتهى.

فظاهر عبارته: ترادف الشعث والتفث، ولكن يفرق بينهما؛ بأن الشَّعِث هو الذي لا يحلق شعر رأسه، والتَّفِث هو الذي لا يقلم أظفاره ولا يقص شاربه ولا يحلق عانته ولا ينتف إبطه، وفي أغلب النسخ: (التَّفِل) بدل (التَّفِث)؛ وهو الذي قد ترك استعمال الطِّيب، من التَّفَل؛ وهي الريح الكريهة.

(وقام) رجلٌ (آخرُ) أي: غَيْرُ الأوَّل، لم أر مَنْ بيَّن اسمه أيضًا (فقال: يا رسول الله؛ ما الحج؟ ) أي: ما أعمال الحج أو خصاله، ولفظ رواية الترمذي: (سئل أي الحج أفضل؟ ) أي: أي أعماله أو أي خصاله بعد أركانه أفضل؟ أي: أكثر أجرًا وثوابًا، ولفظ ابن ماجه لا بد من تأويله بلفظ الترمذي، فـ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل أعمال الحج وأكثره أجرًا بعد أركانه .. (العج والثج) بتشديد الجيم فيهما؛ فالعج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: إراقة دماء الهدي وسيلانه، وقيل: دماء الأضاحي.

قال الطيبي رحمه الله تعالى: ويحتمل أن يكون السؤال عن نَفْسِ الحج، ويكون المعنى: الحج هو ما فيه العج والثج، وقيل: على هذا يراد بهما

<<  <  ج: ص:  >  >>