للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الخطبة

الحمد لله الذي تتم به الصالحات، وتفاض به الخيرات، وتنال به البركات، والصلاة والسلام على سيد السادات، وقائد جيوش الأمات، سيدنا محمد وعلى آله وجميع الصحابات، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الحشر والمحاسبات.

أما بعد:

فإني قد وضعت شرحًا لطيفًا ليس بالقصير المخل، ولا بالطويل الممل، على مقدمة هذه "السنن" المباركة، فكتبت منه جزأين، ثم شغلني عن إكماله كتابة شرحي الذي وضعته على "صحيح الإمام مسلم" فترة بمقدار تسع سنوات، ثم لما فرغت منه. . تفرغت لهذا الشرح المبارك، فشرعت الآن في إكماله راجيًا من الله سبحانه التيسير والتوفيق لأقوم الطريق، في شرح هذا الكتاب الدقيق، الذي ليس له مراجع مبينة لمشاكله، قائلًا: اللهم؛ كما وفقتني بالبداية، فأكرمني بالنهاية، قبل أن يحل وينزل في ساحتي ضيف الحمام، ويخترمني بأظفاره حاجزًا لي عن إتمامه؛ لأني كنت متشوفًا له في صباحي ومسائي، وليلي ونهاري؛ لأني قد مضى لي في هذه الدار إحدى وثمانون سنة، فما لي حق في التسويف، ولكن أرجو من الله تعالى أن يعمرني إلى إتمامه، ويبارك لي في عمري إلى انتهائه.

والمرجو ممن اطلع عليه، وصرف وجهه إليه بعين الرغبة والانتفاع لديه. . أن يصلح خطأه وسقطته، ويزيل زلَله وهفوته؛ ليكون ممن يدفع

<<  <  ج: ص:  >  >>