للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَزِيدُ فِيهَا: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ.

===

(والملك) بضم الميم وبالنصب عطفًا على اسم إن، وبالرفع على الابتداء، والخبر محذوف؛ تقديره: والملك كذلك واستحسن الوقف عليه؛ لئلا يتوهم أن ما بعده خبره، كذا في "شرح اللباب ونقل بعضهم: أنه مستحب عند الأئمة الأربعة.

(لا شريك لك) في الملك، يقف عليه الملبي، قال في "اللباب وشرحه": ويستحب أن يرفع صوته بالتلبية، ثم يخفضه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء، ومن المأثور: (اللهم؛ إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من غضبك والنار).

وفيه أيضًا: وتكرارها سنة في المجلس الأول، وكذا في غيره، وعند تغير الحالات مستحب مؤكدًا، والإكثار مطلقًا مندوب، ويستحب أن يكررها كلما شرع فيها ثلاثًا على الولاء ولا يقطعها بكلام آخر.

قال الدِّهلوي: وإنما اختار هذه الصيغة في التلبية؛ لأنها تعبيرٌ عن قيامه بطاعة مولاه وتذكر له ذلك، وكان أهل الجاهلية يعظمون شركاءهم، فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم: "لا شريك لك" ردًّا على هؤلاء، وتمييزاَّ للمسلمين منهم. انتهى "فتح الملهم".

(قال) نافع بالسند السابق: (وكان ابن عمر) دائمًا (يزيد فيها) أي: على هذه التلبية التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أخر؛ وهي قوله: (لبيك لبيك لبيك وسعديك، والخير في يديك، لبيك والرغباء إليك والعمل).

قوله: (وسعديك) أي: أسعدني على طاعتك إسعادًا بعد إسعاد، فهو على

<<  <  ج: ص:  >  >>