إيجاب بـ (أن آمر أصحابي) أمر ندب عند الجمهور، وأمر وجوب عند الظاهرية بـ (أن يرفعوا أصواتهم) إظهارًا لشعار الإحرام وتعليمًا للجاهل ما يستحب له في ذلك المقام (بالإهلال) أريد به التلبية على سبيل التجريد البياني وأصله رفع الصوت بالتلبية. انتهى من "سندي"
والحديث استدل به على استحباب رفع الصوت بالتلبية للرجل؛ بحيث لا يضر نفسه، وبه قال ابن رسلان.
وخرج بقوله: "أصحابي" النساء؛ فإن المرأة لا تجهر بها، بل تقتصر على إسماع نفسها، وذهب داوود إلى أن رفع الصوت واجب، قال الشوكاني: وهو ظاهر قوله "فأمرني أن آمر أصحابي" لا سيما وأفعال الحج وأقواله بيان لمجمل واجب هو قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}(١).
وقوله صلى الله عليه وسلم:(خذوا عني مناسككم).
قال الخطابي: يحتج به من يرى أن التلبية واجبة، وهو قول أبي حنيفة، وقال: من لم يلب .. لزمه دم، ولا شيء عند الشافعي على من لم يلب. انتهى من "العون".
وفي "التحفة": والحديث يدل على استحباب رفع الصوت بالتلبية، وهو قول الجمهور، وروى البخاري في "صحيحه" عن أنس قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة الظهر أربعًا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، وسمعتهم يصرخون بهما جميعًا.
وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن بكر بن عبد الله المزني قال: كنت مع ابن عمر، فلبى حتى أسمع ما بين الجبلين.