وأخرج ايضًا بإسناد صحيح من طريق المطلب بن عبد الله قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بالتلبية حتى تبح أصواتهم، كذا في "فتح الباري".
قال ابن الهمام: رفع الصوت بالتلبية سنة، فإن تركه .. كان مسيىًا، ولا شيء عليه ولا يبالغ فيه فيجهد نفسه كيلا يتضرر، ثم قال: ولا يخفى أنه لا منافاة بين قولنا: (ولا يجهد نفسه بالمبالغة في رفع الصوت) وبين الأدلة الدالة على استحباب رفع الصوت بشدة؛ إذ لا تلازم بين ذلك وبين الإجهاد؛ إذ قد يكون الرجل جهوري الصوت عاليةً طبعًا، فيحصل الرفع العالي مع عدم تعبه به. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الحج المناسك، باب كيفية التلبية، والترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في رفع الصوت بالتلبية، قال: وفي الباب عن زيد بن خالد وأبي هريرة وابن عباس، قال أبو عيسى: حديث خلاد بن السائب عن أبيه حديث حسن صحيح، وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح، والصحيح: هو عن خلاد بن السائب عن أبيه؛ وهو خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري عن أبيه، والنسائي في كتاب الحج، باب رفع الصوت بالإهلال، والدارمي ومالك.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.