للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وقال الحافظ: ويعرف اليوم ببئر الزاهر. انتهى.

وهو الآن موضع جنب مستشفى الولادة، وليس ذلك الموضع من بلدة مكة في ذلك الوقت، وإن كان من الحرم (ثم) بعد صلاته الصبح هناك (دخل مكة) نهارًا، قال ابن الملك: الأفضل أن يدخلها نهارًا؛ ليرى البيت من بعد. انتهى، وقيل: ليسلم من الحرامية بمكة، والأظهر أنه كان ينزل للاستراحة والاغتسال والنظافة، كذا في "المرقاة".

وقال الدهلوي: وذلك ليكون دخول مكة في حال اطمئنان القلب دون التعب؛ ليتمكن من استشعار جلال الله وعظمته، وأيضأ ليكون طوافه بالبيت على أعين الناس؛ فإنه أنوه بطاعة الله تعالى، وأيضًا فكان صلى الله عليه وسلم يريد أن يعلمهم سنة المناسك، فأمهلم حتى يجتمعوا له جامّين متهيئين. انتهى.

قال الحافظ: وأما الدخول ليلًا .. فلم يقع منه صلى الله عليه وسلم إلا في عمرة الجعرانة؛ فإنه صلى الله عليه وسلم أحرم من الجعرانة ودخل مكة ليلًا، فقضى عمل العمرة ثم رجع ليلًا، فأصبح بالجعرانة كبائت بها؛ كما رواه أصحاب الثلاثة من حديث محرش الكعبي، فترجم له النسائي بباب دخول مكة ليلًا، وروى سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي قال: كانوا يستحبون أن يدخلوا مكة نهارًا ويخرجوا منها ليلًا، وأخرج عن عطاء: إن شئتم .. فادخلوا ليلًا؛ إنكم لستم كرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إنه كان إمامًا، فأحب أن يدخلها نهارًا؛ ليراه الناس. انتهى.

وقضية هذا أن من كان إمامًا يقتدى به .. يستحب له أن يدخلها نهارًا. انتهى "فتح الملهم".

قال القرطبي: ولا خلاف في أن المبيت بذي طوىً ودخول مكة نهارًا ليس

<<  <  ج: ص:  >  >>