ابن إسحاق .. فهو ثقةٌ إمام المغازي، فلا يضر السند؛ كما في "التهذيب".
وقال المنذري: وصفية هذه أخرج لها البخاري في "صحيحه" حديثًا، وقيل: إنها ليست بصحابية، وإن الحديث مرسل، حكي ذلك عن أبي عبد الرحمن النسائي وأبي بكر البرقاني، وذكرها ابن السكن في كتابه في "الصحابة"، وكذلك أبو عمر بن عبد البر، وقال بعضهم: ولها رواية، ويدل عليها قولها في الحديث:(وأنا أنظره) وأخرج ابن ماجه عنها، وذكر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في عام الفتح غير أن هذين الحديثين من رواية محمد بن إسحاق بن يسار، وقد تقدم الكلام عليه. انتهى، انتهى من "العون".
وقد ذكرنا آنفًا أن محمد بن إسحاق، ثقةٌ إمام عارف؛ فالحديث صحيح موصول؛ كما يدل عليه رواية البخاري عنها.
(قالت) صفية: (لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح) بفراغه من شواغل الحرب وصار مطمئنًا .. (طاف) طواف القدوم بالبيت راكبًا (على بعير) حالة كونه (يستلم الركن) أي: الحجر الأسود (بمحجن) كائن (بيده) أي: في يده الشريفة؛ أي: يشير إليه بالمحجن.
قال الخطابي: معنى طوافه على البعير: أن يكون بحيث يراه الناس وأن يشاهدوه، فيسألوه عن أمر دينهم، ويأخذوا عنه مناسكهم، فاحتاج إلي أن يشرف عليهم، وقد روي هذا المعني عن جابر بن عبد الله.
وفيه من الفقه جواز الطواف عن المحمول وإن كان مطيقًا للمشي، وقد يستدل بهذا الحديث من يرى بول ما يؤكل لحمه طاهرًا؛ لأن البعير إذا بقي في المسجد المدة التي يقضى فيها الطواف .. لم يكد يخلو من أن يبول؛ فلو كان بوله ينجس