(عن أبيه) أسلم العدوي مولاهم؛ مولي عمر، ثقة مخضرم، من الثانية، مات سنة ثمانين (٨٠ هـ)، وقيل: بعد سنة ستين، وهو ابن أربع عشرة ومئة. يروي عنه:(ع).
(قال) أسلم: (سمعت عمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
حالة كون عمر (يقول: فيم الرملان الآن) وفي نسخة: (فيما) بإثبات ألف ما الاستفهامية، وهي لغة، والأكثر يحذفونها، وفي نسخة "البذل": (فيم) على الأكثر (الرملان؟ ) - بفتحتين - مصد ر رمل؛ كالنزوان، وفي رواية البخاري:(ما لنا وللرمل) فهذا يؤيد أن الرملان مصدر، لا تثنية، واختاره في "البحر العميق" وبسطه، وحكى قولًا آخر: أنه تثنية رمل، وحينئذ فالمراد به: رمل الطواف والسعي، وحكي عن محب الدين الطبري أنه لا يصح؛ لأن السعي سنة قديمة من عهد هاجر.
وفي رواية أبي داوود:(اليوم) بدلَ (الآنَ) والمعنى: في أي سبب كان الرمل (الآن؟ ) أي: عَصْرَنا هذا؛ لأن سببه - وهو إِراءة المشركين قوة الصحابة - قد زال (و) لأي شيء نفعلُ الرمل؛ لأنه (قَدْ أَطَّأَ اللهُ) عز وجل أي: أَثْبَتَ وأَسَّسَ وأَحْكَمَ (الإسلامَ) والإيمانَ ونشَرَه، فلله الحمد، وهو بتشديد الطاء المهملة، أصله وطأ، فأبدلت الواو همزة؛ كما في (وَقَّت) و (أَقَّت).
قال الخطابي: إنما هو وطأ؛ أي: ثبته وأرساه، بالواو، وقد تبدل ألفًا، قال في "المجمع": أطأ الله الإسلام؛ أي: ثَبَّته وأرساه؛ وهمزته بدلٌ من واو وطأ، وفي رواية أبي داوود زيادةُ:(فيم الرملان والكَشْفُ عن المناكب؟ ) وهو الاضطباع في السعي (و) الحال أنه (قد أطأ الله الإسلام) وأسسه وأثبته