(قالت) عائشة: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجر) - بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم - وهو الحائط الصغير بين الركنين الشاميين، وفي رواية أبي الأحوص - سلام بن سليم الحنفي الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (١٧٩ هـ). يروي عنه:(ع) -: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجَدْرِ) - بفتح الجيم وسكون الدال - والمراد به هنا: أصل الجدار الذي أخرجته قريش عن بناء الجدار، الذي بنوه في الكعبة، وهو المعبر عنه بالشاذروان؛ وهي مُرجَّحة من رواية شيبان؛ لأن أبا الأحوص ثقة متقن، وشيبان وإن كان ثقة .. فليس بمتقن، فأبو الأحوص أقوى منه.
أي: سألته صلى الله عليه وسلم هل (هو) أي: الحجر (من البيت) أم لا؟ بتقدير حرف الاستفهام التقريري؛ أي: هل الحجر من البيت، فلا يجوز الطواف فيه أم لا؛ أي: أم ليس من البيت، فيجوز الطواف فيه؟
(فقال:"هو من البيت ") لا يجوز الطواف فيه، قالت عائشة: فـ (قلت) له صلى الله عليه وسلم: إذا كان الحجر من البيت .. (ما منعهم) أي: أي شيء منع قريشًا من (أن يدخلوه) أي: أن يدخلوا الحجر (فيه) أي: في بناء البيت وجداره؟
فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: منعهم عن إدخاله في البيت قلة مصاريفهم في بناء البيت؛ لأنه (عجزت بهم) أي: قَلَّتْ عنهم (النفقةُ) أي: الأموال التي جمعوها لإنفاقها في بناء البيت، فلذلك تركوه عن إدخاله في بناء البيت.
وفي رواية مسلم:(قال) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إن قومكِ)