قريشًا (قَصَّرَتْ) - بتشديد الصاد المهملة - أي: ضاقت (بهم) وقلَّت عنهم (النفقة) أي: نفقة بناء البيت؛ أي: قلت مؤونة بناء البيت في أيديهم، ورجعوا من جدار الحجر إلى الداخل؛ أي: لم تتسع ذاتُ يدهم لإتمام بناء الحجر؛ أي: عجزت وضاقت بهم النفقة الطيبة التي أخرجوها لبناء البيت؛ لأنهم قالوا: لا تدخلوا فيه من كسبكم إلا طيبًا، لا مهر بغي، ولا مال ربًا، ولا مال مظلمة أحد من الناس، فقصرت النفقة من إدخال الحجر في البيت.
قالت عائشة:(قلت) له صلى الله عليه وسلم أيضًا: (فما شأن بابه) أي: باب البيت، حالة كونه (مرتفعًا) عن الأرض، لا لاصقًا بها (لا يُصعد إليه) بالبناء للمفعول؛ أي: لا يقدر الصعود والطلوع إليه (إلا بسلم؟ ).
فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذلك) أي: ارتفاعُها من الأرض (فِعْلُ قومِك) قريش؛ فعلوا ذلك (ليدخلوه من شاؤوا) دخوله، أي: ليدخلوا البيت من شاؤوا دخوله من الناس بسلم (ويمنعوه) أي: وليمنعوا دخوله (من شاؤوا) عدم دخوله من البيت بأخذ السلم عنه، والسلم - بضم السين وتشديد اللام المفتوحة -: مصعد يرتقى عليه إلى عُلْو.
(ولولا أن قومك حديث عهد) أي: قريب زمن (بكفر) وجاهلية، وقوله:(مخافة) بالنصب معطوف بعاطف مقدر على اسم أن، وجملة (أن تنفر قلوبهم) في تأويل مصدر مجرور بإضافة (مخافة) إليه؛ وخبر (أن) محذوف وجوبًا؛ لقيام جواب (لولا) مقامه، وجملة (أنَّ) في تأويل مصدر مرفوع، على كونه مبتدأ، خبره محذوف، وقوله:(لنظرت) جواب (لولا).
ولفظة:(هل) في قوله: (هل أغيره) بمعنى (أن) الناصبة للمضارع