(فأدخل فيه ما انتقص منه) معطوف على (أغيره) وتقدير هذا الكلام: ولولا حداثة وقرب قومك بزمن كفر وجاهليةٍ، فمخافتي نفرةَ قلوبهم وإنكارَها علي نَقْضَ البيت وهَدْمَه موجودان .. لنظرت ورأيت نقضه وهدمه وتغييره عما كانت عليه الآن، فإدخالي فيه ما انتقص وترك من البيت خارجًا في الحجر (وجعلت بابه) لاصقًا (بالأرض) لا مرتفعًا؛ ليدخل من شاء دخوله أيَّ وقت شاء، وهذا الكلام تركيب فيه ركاكة من حيث الإعراب، فتدبر حق التدبر.
قوله: "أن تنفر قلوبهم" قال ابن بطال عن بعض علمائهم: إن النفرة التي خشيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينسبوه إلى الانفراد بالفخر دونهم. انتهى.
وفي الحديث ترك ما هو صواب خوفَ وقوع مفسدة أشد، وائتلافُ الناس إلى الإيمان، واجتنابُ ولي الأمر ما يتسارع الناس إلى إنكاره، وفيه تقديم الأهم فالأهم؛ من دفع المفسدة، وجلب المصلحة، وأنهما إذا تعارضا .. بُدِئَ بدفع المفسدة، وفيه سَدُّ الذَّرائع. انتهى من بعض الهوامش.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الحج، باب فضل مكة وبُنيانها، ومسلم في كتاب الحج، باب حِجر الكعبة وبابها.
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.