وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قالت) عائشة: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) من المدينة عام حجة الوداع، حالة كوننا (لا نرى) بفتح النون؛ أي: لا نعتقد (إلا) أننا نحرم (الحج) مفردًا.
قال السندي: قوله: لا نرى إلا الحج؛ أي: المقصود الأصلي من الخروج ما كان إلا الحج، وما وقع الخروج إلا لأجله، ومن اعتمر .. فعمرته كانت تابعةً للحج، فلا يخالف هذا الحديث، ما جاء من أنها كانت معتمرة، وكذا بعض الصحابة كانوا معتمرين.
قوله:"أنفست" كعلمت؛ أي: هل حضت؟ انتهى منه.
(فلما كنا) نازلين (بسرف، أو) قالت عائشة: فلما كنا نازلين مكانًا (قريبًا من سرف) والشك من الراوي أو ممن دونه؛ وسرف - بوزن تعب وجهل -: موضع قريب من التنعيم. انتهى "مصباح"، فهو غير منصرف؛ للعلمية والتأنيث، قال النووي: هو مكان بين مكة والمدينة، بقرب مكة على أميال منها، قيل: بستة، وقيل: بسبعة، وقيل: بتسعة، وقيل: بعشرة، وقيل: باثني عشرة ميلًا. انتهى منه.
(حضت) جواب لما؛ أي: أخذني الحيض (فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم) في خيمتي (وأنا أبكي) ظانةً بأن الحيض يمنعني من الحج (فقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مالك؟ ) بكسر الكاف خطابًا للمؤنث؛ أي: أي شيءٍ ثبت لك يكون سببًا في بكائك (أنفست؟ )