للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ: فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَأَدْرَكَنِي يَوْمُ عَرَفَةَ وَأَنَا حَائِضٌ لَمْ أَحِلَّ

===

بالحج، فتكون حينئذ مردفةً، فأحرمت بالحج، ووقفت بعرفة وهي حائض، ثم إنها طهرت يوم النحر، فطافت طواف الإفاضة، فلما كملت مناسك حجها .. اعتمرت عمرة أخرى مع أخيها من التنعيم.

قال: فعن تلك العمرة التي دخلت فيها بعد الفسخ عبر بعض الرواة بأنها أحرمت بعمرة، وعلى ذلك يحمل قولها: (أهللت بعمرة) تعني: بعد فسخها الحج، فلما كان منها الأمران .. صدق كل قول من أقوالها، وكل راو روى شيئًا من تلك الألفاظ المختلفة.

قلت: ويعتضد هذا التأويل بقولها في بعض رواياته: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن ساق الهدي أن يحل، قالت: فحل من لم يسق الهدي، ونساؤه لم يسقن الهدي فأحللن، فهذا فيما يبدو تأويل حسن، غير أنه يبعده مساق قولها أيضًا في رواية أخرى: قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "من أراد أن يهل بحج وعمرة .. فليهل، ومن أراد أن يهل بحج .. فليفعل، ومن أراد أن يهل بعمرة .. فليفعل"، قالت: فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج، وكنت فيمن أهل بعمرة، وظاهره الإخبار عن مبدأ الإحرام للكل، وعلى هذا؛ فيمكن التأويل على وجه آخر، وهو أن يبقى هذا الحديث على ظاهره، ويتأول قولها لبينا بالحج على أن ذلك كان إحرام أكثر الناس؛ لأنه لما أحرم النبي صلى الله عليه وسلم بالحج .. اقتدى به أكثر الناس في ذلك، وأما هي .. فإنما أحرمت بعمرةٍ؛ كما نصت عليه، وناهيك من قولها: ولم أهل أنا إلا بعمرة. انتهى من "المفهم".

(قالت) عائشة: (فخرجنا) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة (حتى قدمنا مكة، فأدركني) أي: جاءني (يوم عرفة وأنا حائض لم أحل

<<  <  ج: ص:  >  >>