تفصيل من مجمل؛ أي: عمرة صُدَّ عنها بالحديبية سنة ست.
(وعمرة القضاء) بالنصب أيضًا؛ أي: عمرةً وقعت قضاءً عن عمرة الحديبية سنة سبع، ولا يخفى أنه لا يناسب عدها عمرتين، وقيل: القضاء بمعنى: المقاضاة؛ أي: المصالحة؛ فقد وقع عليها الصلح، فسميت لذلك عمرة القضاء. انتهى "سندي".
أي: وعمرة القضاء الواقعة (من قابل) أي: في عام مستقبل من عام عمرة الحديبية؛ وهي السنة السابعة (والثالثة): التي أحرمها (من الجعرانة) منصرفه من غزوة حنين في السنة الثامنة (والرابعة: التي) وقعت (مع حجته) في السنة العاشرة.
قوله:(أربع عمر) - بضم العين وفتح الميم - جمع عمرة، وهو مفعول (اعتمر).
(عمرة الحديبية) - بتخفيف الياء وتشديدها - قيل: هي اسم بئر، وقيل: شجرة، وقيل: اسم قرية من مكة، أكثرها في الحرم، وهي على تسعة أميال من مكة، ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمرًا إلى هذا الموضع، فاجتمعت قريش وصدوه من دخول مكة، فصالحهم ورجع على أن يأتي في العام المقبل، ولم يعتمر، ولكن عَدُّوهَا من العمَر؛ لترتُّبِ أحكامِها عليها؛ من إرسال الهدي، والخروج عن الإحرام، فنَحَر وحَلقَ، وكانت في ذي القعدة.
(وعمرةَ القضاء) بالنصب عطفًا على عمرة الحديبية؛ وهي العمرة الثانية حين تواطؤوا وتوافقوا وصالحوا في الحديبية على أداء العمرة في السنة القابلة، وهي أيضًا في ذي القعدة سنة سبع.