المكان على الناس، وهذا مثل الشوارع ومقاعد الأسواق، وعند أبي حنيفة أرض الحرم موقوفة، فلا يجوز أن يملكها أحد (منًى) مبتدأ (مناخ من سبق) خبر المبتدأ؛ والمناخ - بضم الميم -: موضع إناخة الإبل. انتهى من "تحفة الأحوذي".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، وأخرجه ابن ماجه والحاكم أيضًا، ومدار هذا الحديث على مسيكة، وهي مجهولة؛ كما عرفت. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب المناسك، باب تحريم حرم مكة، والترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء أن منًى مناخ من سبق، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والدارمي في كتاب الحج، باب كراهية البناية في منًى، وأحمد والحاكم في "المستدرك".
قال شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى: قال ابن القطان: وعندي أنه ضعيف؛ لأنه من رواية يوسف بن ماهك عن أمه مسيكة، وهي مجهولة لا نعرف رَوَى عنها غَيْرُ ابنِها، والصواب: تحسين الحديث؛ فإن يوسف بن ماهك من التابعين، وقد سمع أم هانئ وابن عمر وابن عباس وعبد الله بن عمرو، وقد رُوي عنه، ولم يعلم فيها جرح، ومثل هذا الحديث حسن عند أهل العلم بالحديث، وأمه تابعية قد سمعت عائشة.
فدرجة هذا الحديث: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، فقال: