الفيومي: ويقال لمزدلفة: جمع؛ إما لأن الناس يجتمعون بها، وإما لأن آدم اجتمع هناك بحواء. انتهى منه.
(و) لكن (ارتفعوا عن بطن محسر) وواديه إلى جهة المشعر الحرام (وكل منًى منحر) أي: كل بقاعها موضع نحر الهدي، فيجوز النحر في أي بقعة منها، فلا يختص النحر بموضع نحره صلى الله عليه وسلم، وهو قريب من مسجد الخيف (إلا ما وراء) جمرة (العقبة) وخلفها إلى جهة مكة، فلا يجزئ النحر فيه؛ لأنه لا يسمى منًى.
ومعنى الحديث: منًى كل بقاعها منحر يجوز النحر فيها؛ فلا تتكلفوا النحر في موضع نحري، بل يجوز لكم النحر في منازلكم من منًى.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن أخرجه مسلم في حديث جابر الطويل، في كتاب الحج، في باب أن عرفة كلها موقف، وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، رواه أبو داوود والترمذي وابن ماجه ومالك في "الموطأ"، في كتاب الحج، باب الوقوف بعرفة والمزدلفة، رواه بلاغًا.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح بغيره؛ لأن له شاهدًا، وسنده ضعيف؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به.