للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ مَا خَلَا الظَّالِمَ؛ فَإِنِّي آخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنْهُ"، قَالَ: "أَيْ رَبِّ؛ إِنْ شِئْتَ .. أَعْطَيْتَ الْمَظْلُومَ مِنَ الْجَنَّة، وَغَفَرْتَ لِلظَّالِمِ"، فَلَمْ يُجَبْ عَشِيَّتَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ بالْمُزْدَلِفَةِ .. أَعَادَ الدُّعَاءَ فَأُجِيبَ إِلَى مَا سَأَلَ، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: تَبَسَّمَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؛ إِنَّ هَذِهِ

===

تعالى؛ أي: أجاب الله عز وجل دعاءه لأمته، فقال الله سبحانه لنبيه: (إني قد غفرت لهم) أي: لأمتك ذنوبهم صغائرها وكبائرها (ما خلا الظالم) أي: ما عدا ظلم الظالم لغيره (فإني آخذ للمظلوم منه) أي: من الظالم حقوقه.

(قال) النبي صلى الله عليه وسلم لربه: (أي رب) أي: يا رب؛ (إن شئت) مغفرة الظالم .. (أعطيت المظلوم) بدل حقوقه (من الجنة، وغفرت للظالم) ظلامته؛ فلا يصعب عليك الغفران للظالم (فلم يجب) النبي صلى الله عليه وسلم دعاءه مغفرة الظالم (عشيته) أي: عشية نهار عرفة (فلما أصبح) النبي صلى الله عليه وسلم (بالمزدلفة) أي: دخلها في صباح يوم النحر .. (أعاد الدعاء) النبي صلى الله عليه وسلم، أي: دعوته للظالم التي لم يجب في الأمس في عرفة (فأجيب) النبي صلى الله عليه وسلم في المزدلفة (إلى ما سأل) من دعوته مغفرة الظالم.

(قال) الراوي عباس بن المرداس: (فـ) لما أجيب دعاؤه للظالم .. (ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم) بإظهار الصوت القليل، (أو قال) الرواي: فـ (تبسم) رسول الله صلى الله عليه وسلم بإظهار لِثَاتِه بلا صوت، والشك من الراوي؛ أي: ضحك أو تبسم فرحًا بإجابته دعاءه (فقال له) صلى الله عليه وسلم (أبو بكر وعمر) رضي الله تعالى عنهما، أي: قال كل منهما له: (بأبي أنت وأمي) أي: أنت يا رسول الله مفدي من كل مكروه بأبي وأمي (إن هذه)

<<  <  ج: ص:  >  >>