الساعة (لساعة ما كنت تضحك فيها) في عادتك؛ لتضرعك إلى الله تعالى بالدعاء والاجتهاد فيه (فما الذي أضحكك) اليوم فيها؛ أي: في هذه الساعة؛ أي: فما الأمر الذي أضحكك اليوم في هذه الساعة (أضحك الله سنك) أي: أدام الله ضحكك برؤية ما يسرك؟ !
فـ (قال) النبي صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالهما: سبب ضحكي (إن عدو الله إبليس) اللعين (لما علم أن الله عز وجل قد استجاب دعائي) لأمتي (وغفر لأمتي) كلهم ظالمها ومظلومها .. (أخذ التراب) من الأرض (فجعل يحثوه) أي: شرع يحثو التراب ويحفنه (على رأسه ويدعو) على نفسه (بالويل والثبور) أي: بالهلاك والعطف فيه؛ من عطف الرديف (فأضحكني ما رأيتـ) ـه منه (من جزعه) وقلة صبره على ما علمه من غفران الله عز وجل لأمتي.
قال السندي: قوله: (لأمته) أي: لمن معه في حجه ذلك، أو لمن حج من أمته إلى يوم القيامة، أو لأمته مطلقًا مَنْ حَجَّ أو لم يَحُجَّ (فأجيب أني) بفتح الهمزة؛ أي: أجابه الله بأني قد غفرت، أو بكسرها؛ أي: أجابه قائلًا: إني قد غفرت (أعطيت المظلوم من الجنة) ظاهره أنه سأل مغفرة مظالم المؤمنين، بخلاف مظالم أهل الذمة، إلا أن يقال: قوله: (من الجنة) أي: مثلًا، أو تخفيف العذاب، والله تعالى أعلم بالصواب.
وفي "الزوائد": في إسناده عبد الله بن كنانة، قال البخاري: لم يصح حديثه. انتهى، ولم أر من تكلم فيه بجرح ولا تعديل. انتهى، وهو مختلف