للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَاسٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ كَيْفَ الْحَجُّ؟ قَالَ: "الْحَجُّ عَرَفَةُ؛ فَمَنْ جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ لَيْلَةَ جَمْعٍ .. فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ،

===

صلى الله عليه وسلم (ناس من أهل نجد) أي: من تميم (فقالوا) أي: فقال أولئك القوم: (يا رسول الله؛ كيف) عمل (الحج) وما أركانه وما واجباته؟

قال عبد الرحمن: فـ (قال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحج) أي: معظم أركان الحج الذي يحصل الحج بحصوله، ويفوت بفواته .. وقوف (عرفة) فيما بين زوال شمس يوم التاسع وبين طلوع فجر ليلة النحر، فمن لم يقف ولو لحظة في هذا الزمن .. فقد فاته الحج.

قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: تقديره: إدراك الحج وقوف عرفة.

وفي "المرقاة": أي: ملاك الحج ومعظم أركانه وقوف عرفة؛ لأنه يفوت بفواته.

(فمن جاء) عرفة (قبل صلاة الفجر ليلة جمع) أي: ليلة العيد، سمي ليلة جمع؛ لأن الناس يفيضون فيها إلى جمع؛ أي: إلى مزدلفة .. (فقد تم حجه) أي: أدرك الحج تامًّا وإن وجب عليه الدم؛ لفوات الجمع بين الليل والنهار في الوقوف عند من أوجبه.

وقوله: "قبل صلاة الفجر" فيه رد على من زعم أن الوقوف يفوت بغروب الشمس يوم عرفة، ومن زعم أن وقته يمتد إلى ما بعد الفجر إلى طلوع الشمس.

قوله: "من ليلة جمع" أي: ولو من ليلة المزدلفة؛ وهي ليلة العيد، ولفظ الترمذي: (الحج عرفة، من أدرك عرفة ليلة جمع قبل طلوع الفجر).

<<  <  ج: ص:  >  >>