وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(أنه) أي: أن مضرسًا (حج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يدرك) مضرس (الناس) الواقفين بعرفة (إلا وهم) نازلون (بجمع) أي: بمزدلفة (قال) مضرس: (فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت) له: (يا رسول الله؛ إني أنضيت راحلتي) - بنون وضاد معجمة - في "الصحاح": النضو - بالكسر -: البعير المهزول، والناقة نضوة، وقد أنضتها الأسفار؛ أي: هزلتها بطول السفر عليها (وأتعبت نفسي) بطول السفر (والله؛ إن تركت) أي: ما تركت (من حبل) - بحاء مهملة مفتوحة وموحدة ساكنة -: المستطيل من الرمل؛ أي: والله ما تركت حبلًا ورملًا من حبال عرفة (إلا وقفت عليه) أي: على ذلك الحبل (فهل لي من حج؟ ) أي: فهل يقع لي حج؟ (فقال النبي صلى الله عليه وسلم) في جواب سؤاله: (من شهد) وحضر (معنا) هذه (الصلاة) أي: صلاة الفجر في مزدلفة.
قال الخطابي: وظاهر قوله: "من أدرك معنا هذه الصلاة" .. شرط لا يصح حجه إلا بشهوده جمعًا، وقد قال به غير واحد من أعيان أهل العلم.
قال علقمة والشعبي والنخعي: إذا فاته جمع ولم يقف به .. فقد فاته الحج، ويجعل إحرامه عمرةً، وممن تابعهم على ذلك: أبو عبد الرحمن الشافعي، وإليه ذهب ابن خزيمة وابن جرير الطبري، واحتجوا بقوله