للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً .. نَصَّ، قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي: فَوْقَ الْعَنَقِ.

===

في جواب سؤال السائل: (كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يسير) السير (العنق) أي: المعتدل (فإذا وجد فجوة) أي: متسعًا من المكان .. (نص) أي: أسرع (قال وكيع) في تفسير النص: (يعني) أسامة بالنص: السير (فوق العنق) أي: فوق المعتدل؛ ومعنى نص؛ أي: حرك الناقة يَسْتَخْرِجُ أَقْصَى سيرِها.

قوله: (سئل أسامة) والسائل هو عروة بن الزبير؛ كما يدل عليه رواية مسلم: (حدثنا هشام عن أبيه قال: سئل أسامة وأنا شاهد، أو قال) عروة: (سألت أسامة بن زيد) والشك من هشام أو ابن عباس؛ كما في رواية أخرى له (عن ابن عباس قال: قال) لي (أسامة بن زيد) وإنما سئل أسامة؛ لأنه كان رديفه صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى جمع.

قوله: (قال) أسامة في جواب السائل: (كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يسير) السير (العنق) - بفتحتين - أي: السير السريع الوسط (فإذا وجد فجوة) - بفتح الفاء وسكون الجيم - أي: مكانًا متسعًا بين شيئين .. (نص) أي: أسرع إسراعًا بليغًا، وقوله أيضًا: (يسير العنق) - بفتح المهملة والنون - هو السير الذي بين الإبطاء والإسراع، وقال في "المشارق": هو سير بمهلٍ في سرعة، وقال القزاز: العنق: سير سريع، وقيل: هو المشي الذي يتحرك فيه عنق الدابة.

وفي "الفائق": العنق: الخطو الفسيح، وانتصب على المصدر المؤكد من لفظ الفعل؛ أي: يسير سيرًا سريعًا مع رفق فيه. كذا في "الفتح".

قوله: (فإذا وجد فجوة) أي: ساحةً واسعةً، وبها فسر قوله تعالى: {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} (١)، والفجوة - بفتح الفاء وسكون الجيم -: المكان المتسع، وفي


(١) سورة الكهف: (١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>