بعض الروايات:(فرجة) - بضم الفاء وسكون الراء - وهو بمعنى الفجوة.
قوله:(نص) أي: زاد سرعةً، قال أبو عبيد: النص: تحريك الدابة حتى يستخرج به أقصى ما عندها، وأصل النص: غاية المشي، ومنه: نصصت الشيء؛ رفعته، ثم استعمل في ضرب سريع من السير.
قال ابن خزيمة: في هذا الحديث دليل على أن الحديث الذي رواه ابن عباس عن أسامة أنه قال: (فَمَا رَأَيْتُ نَاقَتَهُ رافعةً يديها حتى أتى جمعًا) أنه محمول على حال الزحام دون غيره. انتهى.
وقال ابن عبد البر: في هذا الحديث بيان كيفية السير في الدفع من عرفة إلى مزدلفة؛ لأجل الاستعجال للصلاة؛ لأن المغرب لا تصلى إلا مع العشاء بالمزدلفة، فجمع بين المصلحتين؛ من الوقار والسكينة عند الزحمة، ومن الإسراع عند عدم الزحام.
وفيه أن السلف كانوا يحرصون على السؤال عن كيفية أحواله صلى الله عليه وسلم في جميع حركاته وسكناته؛ ليقتدوا به في ذلك. انتهى "فتح الملهم".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الحج، باب السير إذا دفع من عرفة، وفي كتاب الجهاد، وفي كتاب المغازي، ومسلم في كتاب الحج، باب الإفاضة من عرفات، وأبو داوود في كتاب المناسك، باب الدفعة من عرفات، والنسائي في كتاب الحج، باب كيف السير من عرفة، باب الرخصة للضعفة، والإمام مالك في "الموطأ".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.