للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ وَاسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ، وَجَعَلَ الْجَمْرَةَ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَن، ثُمَّ رَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ قَالَ: مِنْ هَا هُنَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ رَمَى الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ (سُورَةُ الْبَقَرَةِ)

===

(استبطن الوادي) أي: قام في بطن الوادي (واستقبل) بوجهه (الكعبة) المشرفة (وجعل الجمرة على حاجبه الأيمن) أي: إلى جهة منى (ثم رمى) الجمرة (بسبع حصيات) واحدة فواحدة حالة كونه (يكبر مع كل حصاة) منها (ثم) بعدما رماها.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) ابن مسعود: (من ها هنا) أي: من هذا المكان الذي أنا قُمْتُ فيه؛ يعني: بَطْنَ الوادي (والذي) أي: أقسمت لكم بالإله الذي (لا إله غيره) موجود (رمى) هذه الجمرة النبي (الذي أنزلت عليه سورة البقرة) خصها بالذكر؛ لأن معظم أحكام الحج مذكور فيها.

قوله: (رمى بسبع حصيات) اختلف في حكم رمي الجمار: فالجمهور على أنه واجب، يجبر تركه بدم، وعند المالكية سنة مؤكدة؛ فيجبر بدم، وعندهم رواية أن رمي جمرة العقبة ركن يبطل الحج بتركه، ومقابله: قول بعضهم: إنها إنما تشرع حفظًا للتكبير؛ فإن تركه وكبر .. أجزأه، حكاه ابن جرير الطبري عن عائشة وغيرها. انتهى "فتح الملهم".

قوله: (أتى جمرة العقبة) قال الحافظ: وتمتاز جمرة العقبة عن الجمرتين الأخريين بأربعة أشياء:

١ - اختصاصها بيوم النحر.

٢ - وألا يوقف عندها.

٣ - وترمى ضحىً.

<<  <  ج: ص:  >  >>