وأبو إدريس الخولاني، وجماعة. قال صاحب "تاريخ حمص": بلغنا أن وفاته كانت سنة (٥٤ هـ) أربع وخمسين، وكذا قال ابن سعد وغير واحد، رضي الله عنه. يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من سداسياته، رجاله كلهم ثقات أثبات إلا أنه منقطع بين سالم وثوبان؛ فإنه لم يسمع منه بلا خلاف، فالإسناد: ضعيف بهذا الانقطاع، ولكن له طرق أخرى متصلة أخرجها أبو داوود الطيالسي، وأبو يعلى الموصلي، والدارمي (١/ ١٧٤) في كتاب الطهارة ٢ - باب ما جاء في الطهور (٦٥٥)، وابن حبان في "صحيحه"(ص ٦٩ موارد) ٣ - كتاب الطهارة (١٦)، باب المحافظة على الوضوء، رقم (١٦٤) من طريق حسان بن عطية أن أبا كبشة حدّثه أنه سمع ثوبان، فكان الإسناد صحيحًا بغيره.
(قال) ثوبان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقيموا) أي: اثبتوا على الاستقامة والعدل والحق في كل شيء حتى لا تميلوا عنه، (ولن تحصوا) أي: ولن تقدروا الإحصاء والضبط والإتيان بكل الحقوق، (واعلموا أن خير أعمالكم) وأفضلها (الصلاة، ولا يحافظ) أي: ولا يقدر على المحافظة والمواظبة (على الوضوء) في جميع أوقاته. . (إلا مؤمن) أي: إلا كامل الإيمان.
قال السندي: قوله: "استقيموا. . ." إلى آخره، الاستقامة: اتباع الحق وملازمة المنهج المستقيم؛ من الإتيان بجميع المأمورات والانتهاء عن جميع المنهيات، وذلك خطب عظيم لا يطيقه إلا من استضاء قلبه بالأنوار القدسية، وتخلص عن الظلمات الإنسية، وأيده الله تعالى من عنده، وقليل ما هم.