للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعَامِرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ صَهْبَاءَ لَا ضَرْبَ وَلَا طَرْدَ وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ.

===

(عن قدامة بن عبد الله) بن عمار (العامري) الكلابي الصحابي الفاضل، قليل الحديث رضي الله تعالى عنه، أسلم قديمًا، وسكن مكة ولم يهاجر، وشهد حجة الوداع. انتهى "ترمذي". يروي عنه: (ت س ق).

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) قدامة: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة) أي: جمرة العقبة (يوم النحر) راكبًا (على ناقة له صهباء) أي: مختلطة البياض والحمرة.

قال السندي: الصهباء؛ مأخوذة من الصهبة من الألوان؛ وهي في الإبل الذي يخالط بياضه حمرة؛ وذلك أن يحمر أعلى الوبر وتبيض أجوافه. انتهى منه.

(لا ضرب) أي: ليس هناك ضرب بعضهم بعضًا (ولا طرد) أي: وليس هناك طرد؛ أي: ليش إبعاد بعضهم بعضًا عن الجمرة؛ أي: دَفْعُهُ عنها (ولا إليك) أي: وليس هناك قول بعضهم لبعض: (إليك) عني؛ أي: تنح عني، وابعد عن الجمرة؛ لأرمي فيها متسعًا لا مضيقًا، أو ما هو على عادة الملوك والجبابرة يُنَحُّون ويطردون ويضربون الناس على الطريق ليمرُّوا، كما قاله الطيبي.

وقوله: (إليك) ثانيًا: توكيد لفظي للأول؛ أي: تنح تنح عني، أو عن الطريق، وهو اسم فعل بمعنى: تنح عن الطريق.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في كراهية طرد الناس عند رمي الجمار، قال: وفي الباب عن عبد الله بن حنظلة، قال أبو عيسى: حديث قدامة بن عبد الله حديث حسن صحيح، وإنما

<<  <  ج: ص:  >  >>