للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "اللَّهُمَّ؛ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ"، ثَلَاثًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَالْمُقَصِّرِينَ، قَالَ: "وَالْمُقَصِّرِينَ".

===

قال الحافظ: لم أقف في شيء من الطرق على الذي تولى السؤال في ذلك بعد البحث الشديد، والواو في قوله: "والمقصرين" عاطفة لشيء محذوف على ما قبلها؛ تقديره: قل: واغفر للمقصرين، وهذا العطف يسمى عطفًا تلقينيًا؛ كقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} (١).

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرة الثانية أيضًا: ("اللهم؛ اغفر للمحلقين") حتى قالها (ثلاثًا) من المرات (قالوا: يا رسول الله) زد في دعاىك (و) اغفر و (المقصرين، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرة الثالثة أيضًا: اللهم؛ اغفر للمحلقين ("والمقصرين") فيه إعطاء المعطوف حكم المعطوف عليه ولو تخلل بينهما السكوت بلا عذر.

وفي الحديث من الفوائد: أن التقصير يجزئ عن الحلق، وهو مجمع عليه، إلا ما روي عن الحسن البصري أن الحلق يتعين في أول حجة، حكاه ابن المنذر بصيغة التمريض، وقد ثبت عن الحسن خلافه، قال ابن أبي شيبة: حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن الحسن في الذي لم يحج قط، إن شاء .. حلق، وإن شاء .. قصر.

نعم؛ روى ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال: إذا حج الرجل أول حجة .. حلق، فإن حج أخرى؛ فإن شاء .. حلق، هان شاء .. قصر، ثم روى عنه أنه قال: كانوا يحبون أن يحلقوا في أول حجة وأول عمرة. انتهى.

وهذا يدل على أن ذلك للاستحباب لا للزوم، هذا إذا أمكن كل منهما، فإن تعذر أحدهما .. تعين الممكن منهما، أو تعذرا معًا .. أَمَرَّ المُوسَى على رأسِه.


(١) سورة البقرة: (١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>